رسالة إلى القيادات الجنوبية: أشعلوا النار في انفسكم و احذوا حذو البوعزيزي
 

نجاح ثورة الشعب التونسي و خلعه لنظام بن علي يرجع لعدة أسباب لعل من أهمها:

1- سبق انفجار ثورة الشعب التونسي مرحلة من الاحتقان الشعبي و الغضب الكامن الذي لم يستطع أن يعبر عن نفسه إلا بعد أن أشعل البوعزيزي النار في نفسه ليعبر عن الظلم الذي وقع به و لم يجد له من ينصره و أن يرسل رسالة إلى الشعب التونسي مفادها " أن الموت في ظل الاستبداد أشرف من الحياة " فكانت هذه رسالة عملية أيقظت روح الوعي الثوري لدى الشعب فانطلق يجابه غطرسة جند النظام بصدره العاري -- و هنا جاءت ساعة الحقيقة -- لما رأى جنود الطاغية أن الغضب الشعبي العارم لا يمكن أن يقف في وجهه شيء رجعوا أدراجهم إلى الورء و أعادوا حساباتهم و رفضوا أوامر الطاغية --- و تحققت النبوءة " إنما النصر صبر ساعة".

2- لم يكن الشعب التونسي في انتظار بيانات قادته التاريخيين حتى يقوم بهذه الانتفاضة , بل بادر هو بنفسه لإشعال الثورة و رفع سقف مطالبه من أول لحظة بإسقاط المستبد و لا هدف آخر سواه و قدم التضحيات و كان مستعد أن يقدم المزيد حتى تحقيق الغاية في خلع الطاغية -- و هنا جاءت ساعة الحقيقة -- أن لا صوت يعلو فوق صوت الشعب . فكانت الجماهير التونسية تردد و بصوت واحد أبيات أبو القاسم الشابي التي أصبحت نشيد الكرامة لهذه الجماهير:

إذا الشعب يوما أراد الحياة...........فلابد أن يستجيب القدر

فكانت إرادة الله متجلية في صوت هذا الشعب الغاضب

3- الأيام العصيبة التي خاضها الشعب التونسي في معركته مع الطاغية بن علي كانت فترة كافية للفرز وكان معيار هذا الفرز " حب الوطن و المبادرة للتضحية في سبيل نيل الحرية و الانتعتاق من ظلم المستبد " . فلم يعطي الشعب التونسي فرصة للمتسلقين على سلم القيادة بالخطابات و إصدار البيانات بل كان في مقدمة الجماهير الشهداء الذين فاضت أرواحهم إلى السماء و هم يقودون جموع الشعب الغاضبة في مواجهة جموع الطغيان -- و هنا جاءت ساعة الحقيقة -- أن القيادة الحقيقية تكون في وسط المعركة و لا تتم إدارتها بالخطابات الرنانة و البيانات الشاجبة و المستنكرة.

فحري بنا نحن أبناء الجنوب العربي أن نستلهم الدرس من الشعب التونسي فقد قضى شهداءنا نحوبهم في سبيل غاية عجزنا في تحقيقها حتى الآن بسبب انتظارنا لبيانات و خطابات قياداتنا التاريخيين و الميدانيين حتى بدأ يدب في بعضنا الشك و تسري فينا الانقسامات.

شعب الجنوب مؤهل أن يخوض معركة -- ساعة الحقيقة -- بكل جدارة و استبسال و أن يحقق ما حققه الشعب التونسي العظيم

رسالة إلى القيادات التاريخية و الميدانية : أشعلوا النار في انفسكم و احذوا حذو البوعزيزي فسوف تكون رسالة أبلغ من بياناتكم الهزيلة و خطاباتكم الهرمة

رسالة إلى شيخ المناضلين باعوم : امض على بركة الله فنحن أحوج لعملية فرز و غربلة للمتسلقين على سلم القيادة قبل أن نخوض معا معركة -- ساعة الحقيقة -- .

رسالة إلى الشيخ طارق الفضلي : إرادة الله تتجلى اليوم في غضب الشعب , فلا يسيئك مكر الرفاق ... فقد أرادوا وأد القضية فلم يفلحو في الوقت الذي لم يلتف الشعب حولها ,,, فكيف ينالون منها و قد احتضنها شعبنا العطيم.


طالب الحق الكندي
18/ 1/ 2011
حضرموت

على كل الأحرار التوكل على اللّه والبداء في المعركة مع المحتل أنة ضعيف جدا .