[سفيان]

النهار اللبنانية

اليمن: عصيان في الجنوب وعلي صالح لا يحاور "الحراك"

جندي يمني يتحقق من هوية سائق سيارة عند حاجز في صنعاء امس. (أ ب) صنعاء – من ابوبكر عبدالله:
شارك مئات الآلاف من سكان المحافظات الجنوبية في اليمن أمس في أوسع حركة عصيان مدني دعا إليها "مجلس قيادة الثورة السلمية الجنوبية" وشهدت مظاهر إضراب شامل طاول المحال التجارية والمرافق العامة والخاصة والمدارس ووسائل النقل في أربع محافظات كان بعضها مسرحاً لأعمال عنف ومواجهات مسلحة وهجمات على مقرات حكومية، مما أدى إلى سقوط خمسة جرحى بينهم ثلاثة جنود، إلى تخريب في بعض المرافق الحكومية.
وأعلن في محافظات الضالع ولحج وأبين وشبوة إضراب شامل بدأ في السادسة صباحا واستمر حتى الثانية عشرة ظهراً ولزم خلاله أصحاب المتاجر والشركات ووسائل النقل منازلهم، وبدت الشوارع كأنها جزء من مدن أشباح لولا بعض الإطارات المشتعلة ودوريات الجيش التي انتشرت بكثافة في بعض المحافظات.
وقال "مجلس قيادة الثورة السلمية الجنوبية"، الذي يضم مكونات "الحراك الجنوبي" إن الإضراب الشامل يأتي احتجاجا على تكرار اعتداءات السلطة على المواطنين ولحملها على رفع المظاهر المسلحة ووقف الاعتقالات التعسفية والإفراج عن المعتقلين الجنوبيين.
وأفاد سكان محليون أن المواجهات في مدينة الضالع بدأت عندما جابت دوريات الجيش أحياء المدينة وشوارعها لحض المواطنين بواسطة مكبرات للصوت على عدم المشاركة في الإضراب وتحذيرهم من عواقب وخيمة، مشيرين إلى أن مسلحين اشبكوا مع احدى الدوريات، فأصيب العقيد عبده أحمد المرغمي والرائد أحمد عبدالله الراعي والرقيب عبده علي اللحجي بجروح، إلى إصابة مدنيين.
واكد مواطنون أن موقعاً عسكرياً قصف أحياء مدينة الضالع بالمدفعية فيما حلقت طائرات حربية على علو مخفوض واخترقت جدار الصوت في مناطق عدة بمحافظتي الضالع ولحج.
وفي محافظة أبين، قال مسؤلوون إن مسلحين هاجموا منزل مدير أمن المحافظة بمدينة زنجبار بالقنابل، فتهشمت نوافذه من دون وقوع اصابات. كما سجلت في محافظة لحج هجمات على محال تجارية ومرافق أمنية بالرصاص الحي والقنابل، إلى اقتحام مرافق حكومية ورشقها بالحجارة.
ونشرت صنعاء ليلا دوريات في شوارع المحافظات التي شهدت الإضراب تحسبا لمواجهات. واوضح نائب رئيس"مجلس قيادة الثورة السلمية الجنوبية" عضو مجلس النواب اليمني صلاح الشنفرة أن الإضراب كان شكلاً من إشكال النضال السلمي وتأكيداً لرفض منطق العنف والقوة. وقال: "مجلس قيادة الثورة هو من يحرك الجنوب الآن".
لكن وزارة الدفاع اليمنية أكدت أن "الحراك الانفصالي فشل فشلا ذريعا عندما لم تعره الجماهير في كل المحافظات الجنوبية أي اهتمام في دعوته لعصيان مدني الا في مدينتي الضالع والحبيلين، حيث مارس عناصر الحراك أسلوب التخويف وإطلاق النار لإجبار المواطنين على المشاركة". واتهمت مسلحي الحراك بتنفيذ "عمليات إرهابية وهجمات متفرقة واعتداءات على المحال التجارية والمواطنين في الضالع وفتح النار على دوريات الأمن والجيش في منطقتي الوداد والأزارق ومديرية الأمن".
وعزا مسؤولون محليون إقفال المحال التجارية ومكاتب الشركات الخاصة أبوابها إلى خوف المواطنين من تعرضهم وممتلكاتهم للخطر، وقالوا ان "معظم الموظفين في المرافق الحكومية مارسوا عملهم بصورة طبيعية في حين أن بعض أولياء الأمور فضلوا عدم توجه أبنائهم إلى المدارس خشية أن يتعرضوا للأذى".

علي صالح

وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قال إن اليمن يواجه حاليا أربعة تحديات هي تنظيم "القاعدة" والحوثيون والحراك الجنوبي المنادي بالانفصال والأزمة الاقتصادية، وجدد دعوته الأطراف السياسيين إلى "حوار سياسي جاد ومسؤول"، مؤكدا إمكان مشاركة عناصر "القاعدة" والحوثيين في الحوار "شرط أن يتخلوا عن العنف والإرهاب وأن يعودوا إلى جادة الصواب". وأضاف "نحن مستعدون للتفاهم مع أي إنسان يتخلى عن العنف والإرهاب أما أن يستمر في أعمال العنف والإرهاب سواء تنظيم القاعدة او الحوثيين او غيرهم فسنتعقبهم بقدر ما نستطيع لان هؤلاء خطر ليس على اليمن بل على الأمن والسلم الدولي وبخاصة تنظيم القاعدة".
واتهم بعض القنوات الفضائية بتضخيم ما يحصل في المحافظات الجنوبية، مشيرا إلى أن المشاركين في "الحراك الجنوبي" عشرات أو مئات يتلقون دعما خارجيا من مغتربين في اميركا وبريطانيا ودول الخليج وتتعقبهم أجهزة الأمن بالتعاون مع الأجهزة الأمنية في هذه الدول.
وشككت دوائر سياسية في المعارضة في جدية الدعوة التي وجهها علي صالح الى الحوار السياسي وقالت إن حركة العصيان المدني التي شهدتها المحافظات الجنوبية امس انطوت على رسالة سياسية الى الحكومة بانسداد فرص الحل السلمي للأزمة الجنوبية ومضي الشارع الجنوبي نحو تكريس الانفصال. وشددت على أهمية الحوار السياسي بمشاركة كل الأطراف للخروج من الأزمة كما حذرت من انجرار طرفي الأزمة إلى مربع العنف، وخصوصا في ظل تنامي التيارات المنادية بـ"فك الارتباط " والمطالبة بـ "حق تقرير المصير".
http://www.annahar.com/content.php?p...main&day=Mo n