عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-01-19, 06:59 AM   #1
NoOne
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-18
المشاركات: 1,095
افتراضي هل فعلا صدقت الذئاب الراعي الكذاب ؟ وهل ستنجح ثعابينه في إنقاذه هذه المرة ؟

الراعي والذئب

يُحكى أن راعيا صغيرا كان يرعى الغنم فى سهول قريته ،،

وفي يوم من الأيام شعر الراعي بالملل ،،

فصاح .. أنقذونى .. أنقذونى .. الذئب ،،

فهب رجال القرية ليساعدوا الراعي المستغيث بهم ، ولكنهم حين وصلوا إليه لم يجدوا ذئباً ،،

تكرر الموقف نفسه مرة أخرى .. ومرات أخر ،،

وأتخذ الراعي الكذب وسيلة للتسلية ..

هنا أدرك رجال القرية وكل أهلها كذب الراعي وإستخفافه بهم وبلهفتهم وشهامتهم معه ومسارعتهم لمساعدته ،،

ولاحقا حدث ما لم يكن يتوقعه الراعي .. ففعلا جاءه الذئب ليلتهمه ويلتهم أغنامه .

فصاح وأستغاث وطلب النجدة والعون ،،

لكن هيهات أن يأتيه صياحه بالعون أو بالغوث أو بالمنقذين ،،

ودفع ثمن كذبه المتواصل وثمن خلطه الجد بالهزل وثمن إستهتاره بغيره

وبات وباتت غنمه طعاما لذيذا في بطون الذئاب


هذه قصة مشهورة وحكاية متداولة في الأدب العربي وفي ذاكرة الشعوب يعرفها ويعي معناها وخلاصتها الجميع وتستخدم للتنبية من عواقب الكذب وللتدليل على النهاية المتوقعة للكاذبين

وفي حالة راعينا الذي نتحدث عنه تزداد الأمور تعقيدا وتتجلى سمات الكذب والغدر والمكيدة ويتضح أنه تجاوز بمراحل طوال الكذب كوسيلة للتسلية بل أنه تجاوز الحد وظن أنه يستطيع أن يكذب على الذئاب نفسها وأن كذباته كما أنطلت على شعبه ستنطلي على الذئاب ويصدقونه

[aldl]http://www.aawsat.com/2006/09/20/images/news.383667.jpg[/aldl]

راعينا الراقص على رؤوس الثعابين والمحتمي بها وحاميها ظن أن سينجح بالرقص مع الذئاب ليخيف بها وبدعمها له أهله وظن أنه يستطيع أن يضرب هؤلاء بأؤلئك ويهدد أولئك بهؤلاء ليستطيب له المقام كراقص وحيد في ساحة تحميها الذئاب وتحيط بها الأفاعي وتمنع أهل الحق من أن يستعيدوا حقوقهم المغتصبة منه ومن ذويه


ولكي يفهم الموضوع من لايجيد فك الشفرات ولا يحب فن التورية ومن ليس له باع في الألغاز والأحجيات دعونا نعيد صياغة ماسبق بلغة واضحة مفهومة للجميع

النظام اليمني الذي أمتهن الكذب وأجاده نسي أن تكرار الكذبة يفضحها وأن النجاح في الكذبة لايؤدي إلا إلى فشل في التالية ومع هذا واصل كذباته على شعبه وعلى غيرهم وفهم الجميع كذبه وأدرك أن أصبح عادة متأصلة لدية وأسلوب حياة وطريقة بقاء وإن حاول البعض لظروف خاصة وأسباب خاصة إيهام الكاذب أنهم يصدقون كذباته

لهذا ومع ماظنه نجاح في الكذب ونتيجة الورطات المتتالية التي تقوده كذباته إليها ونتيجة تجمع المشاكل وإحاطة المآسي به من كل حدب وصوب ونتيجة لأن الثعابين زاد عددها كثيرا وتحاول التمرد على من رباها كعادة الأفاعي ، وإدراكا منه بأنه أستنفذ رصيده في الكذب على أهله وجيرانه وعلى أفاعيه حاول هذه المرة أن يكذب على الذئاب نفسها ويخيفها منهم لعلها تدعمه ضد أهله وجيرانه وأفاعيه فيخيف الداخل ويقمعه بدعم الخارج ويستحصل على دعم الخارج بإخافته من أهله ومن أفاعيه التي رباها عبر السنين الطوال ورقص لاهيا على رؤوسها

حاول ذلك مستهترا بدماء أهله ومستهترا بضرواة الذئاب وذكائها

وعليه فقد أوهم العالم أجمع أو هكذا ظن ومن ضمنهم دول كالذئاب تبحث عن طرائد حاول إيهامهم بأن هناك ما يشكل خطرا عليهم من بعض (ولن يهمه لو قيل حتى كل ) أبناء بلده وأنه يريد دعمهم ومساندتهم له ليقضي على هذا الخطر على أن يكون مقربا منهم

هذه الذئاب الضارية وقبل محاولة صاحبنا الراعي الكاذب كانت تجد في نفسها الرغبة والحاجة للسيطرة على المنطقة وحاولت ذلك سابقا بإستغلال ظاهرة القرصنة البحرية في خليج عدن وأرسلت أساطيلها لتسيطر عليها وفقا لهذه الحجة لكنها لم تكد تبدأ حتى وجدت أساطيل العالم كله إلى جوار أساطيلها وبنفس الذريعة ففشلت الحيلة وضاعت الغنيمة بين الآف الذئاب وأساطيل الذئاب بل وحتى أساطيل الحملان التي تقاطرت على البحر الواسع دون أن يتمكن ذئب واحد من الإستحواذ عليها

وعليه فحين فتح راعينا الكاذب فمه بأول حرف من كذبته الجديدة سارعت تلك الذئاب بتلقف الكذبة ودعمها وتأكيدها وتضخيمها وإعطائها الحجج والبراهين اللازمة والمصداقية التي تنقصها بل وزادت على كذبه كذبا وعلى تخويفه رعبا وتهويلا فهذه فرصة لاتعوض وأتت ممن ظن أن يتذاكى بها عليهم

وهنا وفي البر وعلى الأرض لن يستطيع التواجد غير الذئب صاحب العلاقة وربما يصحبه آخر أو أثنين من المقربين منه بدعوى أن لهذه الأرض سيادة يجب الحفاظ عليها

وأنهم أتوا فقط لحماية أنفسهم وحماية أمنهم القومي ولن يجروء أحد على تكذيبهم أو التشكيك بنواياهم طالما أن الراعي شخصيا هو من يتهم غنمه وطالما أنه يؤكد ضعفه وقلة حيلته وفشله وفشل نظامة ودولته فلهم الحق بالدفاع عن أنفسهم ومعاونته أو حتى القضاء عليه شخصيا لأن لامعنى لوجوده إن وقف عثرة في طريقهم أو أن تطلب مايزمعون القيام به التخلص منه وبإعترافه شخصيا أنه فاشل وأن لايجيد الرعي

وعليه وفي أيام معدودة تنادوا لعقد مؤتمر ليقرروا مصير المنطقة ويسيرون بها حسب مايخدم مصالحهم وإن غلفوه بغلاف مؤتمر للتعاون والدعم في البدء لكن الهدف أكبر والقرار لم يعد بيد أصحاب العلاقة بل بيدهم

صاحبنا الراعي الكاذب فرح بالأمر في أول وهلة لكنه لاحقا فطن لما يحاك له وسمع بأذنه من يرى أنه العقبة الأكبر وأنه يجب أن ترفع يده ويكف شره وأن تتصرف الذئاب بنفسها لا بتوكيل الراعي ليقوم بما تريده

ولاحقا لم يعد له دور في تنظيم أو حتى جدولة مواضيع المؤتمر بل ربما حتى لم يعلم بألياته ولم يدعى له وأصبح خارج الحلبة

حينها حاول أول الأمر رفض المؤتمر أو إلغاءه أو التقليل من أهميته ولم ينجح ولم يعمل حساب حتى لغيابه إن قرر الغياب ،،

ولاحقا ومجددا حاول الإستعانة بأفاعيه المخلصة التي أعتاد الرقص على رؤوسها ليخيف بها الذئاب فزمر لها وأخرجها من جحورها مجتمعة ومتفرقة ، لكن هيهات أن تنفعه أو تنقذه أو حتى تجعل أحدا يحسب لها أو له حساب وهيهات أن يصدقه أحد أنه قادر على ضبط الأمور خصوصا وأنه كبر حجمها سابقا وبلسانه عظم من خطرها وهولها

وهاهي الأمور تفلت من يده وتقرر الذئاب مصيره ومصير شعبه ومصائر جيرانه بعد أن أهداهم هدية لم يكونوا ليحلموا بها

وهذه ربما تكون بداية نهاية الكاذبين ومصير كل راعي يظن أنه يستطيع أن يرقص مع الذئاب ويخرج منتصرا في الوقت الذي يعادي فيه أهله وجيرانه

تحياتي ولاحقا سنناقش موقفنا كجنوبيين مما يحصل ومدى إستفادتنا منه ومايتوجب علينا فعله
NoOne غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس