عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-05-25, 10:08 PM   #1
اسدالجنوب
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-03
المشاركات: 6,704
افتراضي كاتب شمالي :مركزية فاشلة وفيدرالية ناجحة00 وحدة اليمن واتحاد الإمارات..

[align=right]التقيت أثناء وجودي بدولة الإمارات العربية طوال الأسبوعين الماضيين رجال أعمال ومسؤولين في حكومة الاتحاد والحكومات المحلية، ومثقفين من أبناء الإمارات الشقيقة، ولمست أن الجميع ينظر إلى ما يجري في اليمن بعين الحزن والأسى، خصوصا رجال المال والأعمال الذين يتوقون للاستثمار في بلد بكر مثل اليمن، لكنهم يتجنبون المغامرة بأموالهم بسبب عدم الثقة في الحكومة القائمة باليمن.

دول الخليج جميعها وليس الإمارات فقط تنظر إلى الوحدة اليمنية بأنها وحدة هشة قابلة للانفصام، كما تنظر إلى القيادة السياسية في بلادنا بأنها قيادة فاشلة عجزت عن بناء هياكل أساسية ضرورية رغم مرور 30 عاما من تجربة هذه القيادة في الحكم حيث تنظر هذه القيادة إلى الاستثمار على أنه شكل من أشكال المتاجرة يجب أن يعود عليها بالفائدة بغض النظر عن الفائدة المرجوة للشعب. ويتوقع قطاع واسع من شعوب دول الخليج أن تغييرا في نظام الحكم اليمني قد يؤدي إلى توجيه استثمارات ضخمة في مجالات نحتاج لها في اليمن ويحتاج لها المستثمرون، ولكن بقاء النظام الحالي في نظرهم هو العقبة الكأداء أمام استثمار أموالهم في بلادنا.

نظام الحكم القائم في اليمن يحاول التقرب من دول الخليج عن طريق تقليد الجوانب السلبية لدى تلك الأنظمة من حيث توريث الحكم للأبناء وتوزيع الثروات على أسر بعينها، ولكن هؤلاء المقلدون يتناسون أن الأسر الحاكمة في الخليج لم تكن يوما حاقدة على شعوبها، بل تبذل جهودا جبارة في سبيل سعادة ورفاهية تلك الشعوب. كما استطاعت تلك الأسر التي نصفها في اليمن بالأسر البدوية تجيير الثروة النفطية لصالح شعوبها عن طريق إقامة مشاريع جبارة وتوفير الخدمات الأساسية من كهرباء وطرقات وصحة وتعليم وغير ذلك، وأصبحت دول الخليج باستثناء السعودية تنافس الدول العظمى في حجم ما تقدمه لشعوبها من إنجازات واضحة للعيان.

الشعب الإماراتي على سبيل المثال ينعم بحرية اجتماعية تفوق في تأثيرها الحرية السياسية التي نتفاخر بها في اليمن، وأصبحت العين وأبو ظبي ودبي من أكثر مدن العالم جذبا للاستثمارات بفضل الحكمة البدوية التي يمتاز بها حكام دولة الإمارات من أبناء زايد وآل مكتوم.

حكومة اتحاد الإمارات لا تتدخل و لا تحشر نفسها في ما يجري في دبي أو الشارقة أو عجمان من نشاطات محلية أو مشاريع تعود بالفائدة على تلك الإمارات في حين أن اصغر مشروع في مدينة عدن اليمنية يحتاج إلى ترخيص خاص من علي علي مقصع مسؤول مشروعات الرئيس، ولا يمكن الوصول إلى علي مقصع إلا عن طريق عبدالله البشيري أو علي الآنسي أو عبده بورجي أو علي الشاطر أو عزيز ملفي.

سوف نحتفل في اليمن هذا الأسبوع بالذكرى الثامنة عشرة لوحدة 22 مايو المركزية الهشة التي يتحمل المرحوم علي سالم البيض مسؤولية إعلانها بهذا الشكل الرديء في حين أن أشقاءنا في الإمارات أدركوا بفضل بدوية الشيخ زايد بن سلطان وحنكته أن المركزية هي أشد أعداء الوحدة، فأقام اتحادا فدراليا ناجحا هو شكل من أشكال الوحدة اللامركزية قد يستمر مئات السنين، وسوف يحتفل الإماراتيون بذكراه الثامنة والثلاثين في ديسمبر القادم. وربما يحترب اليمنيون ويقتتلون ليعودوا في النهاية إلى تجربة الشيخ زائد بإقامة وحدة فدرالية قابلة للاستمرار بدلا من الاندماج الهش القائم الذي سيموت في اليوم الأول لوفاة مؤسسه الرئيس علي عبدالله صالح حيث لا توجد آلية واضحة لتقاسم الكعكة بين أصهار الرئيس وأقاربه وحوارييه وحراسه. [/align]
اسدالجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس