|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2013-05-30, 02:10 AM | #21 |
قلـــــم نشيـط جــــداً
تاريخ التسجيل: 2013-04-22
المشاركات: 226
|
لا نلوم أولئك الذين يدافعون اليوم باستماتة عن حكم السلطنة القعيطية وتاريخها أمام الرأي العام المحلي والدولي, السلطنة التي حكمت حضرموت بالحديد والنار لأكثر من مائة عام أي منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى سبتمبر من العام 1967م. وقد طال ذلك الحكم الإجرامي قبائل الحموم التي تحتل منطقة شاسعة من أراضي حضرموت من جهة الشرق التي تمتد من مدينة الشحر جنوباً وحتى منطقة غيل بن يمين ووادي سنا وانتهاء بمقام نبي الله هود (عليه السلام) شرق وادي المسيلة شمالاً. لم تطأ قدم جندي أو ضابط من الجيش النظامي والقوات المرتزقة أراضيها التي تمت الاستعانة بها من مختلف الجنسيات الأجنبية الهندية والباكستانية والأفغانية وعشرات الآلاف تم استقدامها من جبال يافع بهدف إخضاعها لحكم السلطنة الذي فرضته السلطات الاستعمارية على حضرموت ليحل محل الحكم الشرعي للدولة الكثيرية الذي تعرض لحملات عسكرية متواصلة وطردة من أهم مدن الساحل وملاحقته حتى تمت محاصرته في مساحة صغيرة من أرض حضرموت لا يتجاوز مدينتي سيئون وتريم وسبق لي وأن كتبت عن جزء بسيط من تلك الحملات العسكرية الظالمة.
ولأن قبائل الحموم وخاصة الجزء الرئيسي منها وغيرها من القبائل الحضرمية كانت القوة الضاربة بيد الدولة الكثيرية في الدفاع عن القرى والمدن والمناطق التابعة لها ضد الأطماع القعيطية المدعومة بريطانياً إلا أن الغلبة في نهاية المطاف كانت للقوى الأجنبية الغازية ممثلة بالسلطات البريطانية وعملائها. عند ذلك عادت قبائل الحموم إلى مناطقها الشرقية المعروفة بالمشقاص والتي بقيت خالية من أي نفوذ قعيطي أو بريطاني طيلة الحقبة المظلمة من تاريخها والاكتفاء بفرض حصار إجرامي قاسي ضد سكان هذه المناطق فلا يسمح لهم بالدخول إلى مدينة الشحر أو التسوق من أسواقها أو نقل البضائع التجارية من وإلى وادي حضرموت الداخل عبر قوافل الجمال الخاصة بهم. وبالرغم من كل ذلك الحصار الجائر الذي طالها وطال ماتبقى من وجود للسلطنة الكثيرية وبالرغم من تلك الحملات العسكرية المكثفة على مساكن ومناطق الحموم إلا أن هجمات رجالها لم تتوقف على مدن والقرى الخاضعة لنفوذ السلطنة بما في ذلك مدينة الشحر عاصمة السلطنة وتسلق أسوارها والانتقام من أعدائهم بداخلها و النهب للممتلكات ومن ثم العودة إلى مرابضهم وإلى جبالهم ووديانهم والكهوف التي يعيشون بداخلها مع أغناهم في ظل حياة قاسية لا تحتمل وحصار جائر فرض عليهم بالقوة الظالمة على مدى سنوات حكم الأسرة الوافدة من حيدر أباد. اعتمدت القبائل خلالها في عيشهم على صناعة الصخر (الفحم) بعد أن شقوا لهم طريقاً لقوافل الجمال بهدف تسويقه وتسويق ماعندهم من أغنام وبيعها في أسواق تريم وسيئون وساه وبعض القرى التابعة للسلطنة الكثيرية حتى يبقون على قيد الحياة. حقيقة لقد كان لذلك الحصار نتائج مأساوية على حياة هؤلاء البسطاء من البدو الرحل والتي طالت المقاومين والمحايدين من القبائل الأخرى على حد سواء فالفقر والبؤس والحرمان والتخلف الرهيب هو السائد والمنتشر في تلك المناطق إضافة إلى المجاعات الموسمية ومن زار تلك المناطق ما قبل العام 67م لن يصدق نفسه إنه يعيش في القرن العشرين بين أوساط أناس شبه عراة يعيشون حياة بدائية بكل ما تحتويه الكلمة من معاني وهذا يعود إلى السياسات الإجرامية للسلطنة التي أبقتهم على هذا الوضع كما كانت السبب في انقراض عشرات الآلاف من أبنائها نتيجة للجهل والمرض والفقر والمجاعات المستوطنة والحروب التي تواصلت ضدهم بهدف إخضاعهم لحكمها, وكان النصيب الأكبر من الخسائر البشرية في ظل إنعدام الوسائل الإعلامية وغياب وسائل الاتصال مع العالم الخارجي كان من نصيب قبائل بيت علي وبيت عبيد وبيت سعيد والبحسني وهي قبائل الحموم الأربع الأساسية التي ظلت في صراع دائم مع السلطنة حتى تم زوالها بالكامل في العام 1967م. وإذا كانت الأوضاع في المناطق الغربية لحضرموت والتي يقطنها قبائل سيبان ونوح و أرض الدين وحجر بن دغار والأودية الفرعية لوادي حضرموت هادئة فإن السبب يعود إلى انتصار الحملات العسكرية التي أقدمت عليها السلطنة القعيطية على ضوء معاهدة الحماية, فأقامت في هذه المناطق دوائر حكومية أو تقسيم إداري على شكل ألوية على سبيل المثال لواء دوعن لواء حجر, لواء شبام إلخ يحكم كل منها شخص ممثل للسلطان يطلق عليه تسمية نائب (نائب لواء دوعن مثلاً) و بذلك تحسنت أوضاع الناس فيها إلى حد ما من حيث تقديم الخدمات الاجتماعية كالصحة والتعليم. أما المناطق الصحراوية التي تقطنها قبائل الكرب والصيعر والمناهيل والمهرة والعوامر وآل كثير فكانت من مهام السلطات البريطانية بعد إقامة مراكز عسكرية حدودية تتمركز فيها وحدات تابعة لجيش البادية الحضرمي . ليس بغريب أيضاً أن يحاول البعض الترويج وتلميع تاريخ حكم السلطنة في محاولة لإبرازه وإعادته مستقبلاً إلى سدة الحكم في حضرموت تحت أي مسمى كان مستغلين بذلك الأوضاع السياسية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها حضرموت والجنوب العربي. وما الظهور المتكرر للسلطان غالب عبر مختلف وسائل الإعلام في الوقت الحاضر إلا دليل واضح على تلك المحاولات البائسة التي يروج لها رعاياه ممن تبقى من الأسر والعائلات اليافعية. نقول لهؤلاء جميعاً بأن عليهم أن يدركوا جيداً أن من تعرض للقتل والمذابح الجماعية والحصار والإبادة الجماعية على مدى عقود من الزمن لم يفقدوا بعد ذاكرتهم فلازالت حية, لن ينسوا المذبحة الجماعية لمشائخ قبائل الحموم وعددهم سبعة وعشرون إضافة إلى قتل وتعذيب وسجن أكثر من مائتين من مرافقيهم ولم يخرج واحداً منهم حياً من داخل السجون والأقبية المظلمة. فالقاصي والداني يعرف الكثير والكثير عن تلك المذابح التي ارتكبت عبر أسلوب غادر إجرامي تمثل في دعوتهم واستضافتهم من قبل السلطان غالب سلطان المكلا والشحر في العام 1911م ومن ثم غدر بهم وأعدمهم. وحول هذه الحادثة يمكن العودة إلى وثائق الندوة العلمية التاريخية حول المقاومة الشعبية في حضرموت (الصراع الحمومي القعيطي 1868- 1867م). لقد آن الآوان لأصحاب الضمائر الحية من المثقفين والمفكرين والمهتمين الحضارم القيام بما تمليه عليهم ضمائرهم على إبراز ذلك الدور الوطني المقاوم وتلك التضحيات الجسيمة التي قدمها أفراد قبائل الحموم وغيرهم حتى لا يحكمهم أو يستعبدهم غازي عميل أو أجنبي داعماً له بكل وسائل القتل والتدمير والإبادة الجماعية وإعادة الاعتبار لهم مادياً ومعنوياً وتقديم الاعتذار لهم من قبل من يظهرون هذه الأيام عبر وسائل الإعلام وكذلك البحث في المراجع المتوفرة والتنقيب عن كل ما خفي من تلك الجرائم التي ارتكبتها السلطنة بحق الحضارم في المدن والأرياف وتوثيقها وتوثيق تلك الانتفاضات الشعبية التي اندلعت في بعض مناطق سيبان وعلى وجه الخصوص منتصف الخمسينات وستينات القرن العشرين. وانتهاءاً بفضح المؤامرات السرية منها والعلنية التي تمت بين السلطات الاستعمارية البريطانية وربيبتها السلطنة القعيطية التي ارتكبت بحق الحكم الشرعي للدولة الكثيرية وكذلك بحق مواطني هذه السلطنة في جميع الأراضي والمناطق الحضرمية حتى تكون الأجيال على بينة ومعرفة و إدراك بتطور تلك الأحداث التاريخية المؤلمة والفترة المظلمة من حكم السلطنة القعيطية الجائر. أما الذين يتباكون اليوم على غياب حكم السلطنة ومحاولة استعادته فنقول لهم لن يفيدكم البكاء ولا النحيب نقول لهم استمروا على م أنتم عليه ولا ألوم عليكم لأنكم لا تدركون بل تجهلون تلك الأحداث وتلك الحقائق التاريخية فأنتم حقيقة عبارة عن ببغاوات التي لا تجيد سوى ترديد ما خطه لكم التاريخ المزيف الذي سطره كتبة البلاط السلطاني من أمثال صلاح البكري احد رموز الأسرة القعيطية وكذلك أبن ولي عهد السلطان صالح السابق المدعو عبدالعزيز القعيطي قبل أن يبلغ الأمير عوض سن الرشد والذي توج سلطان بعد وفاة والده السلطان صالح بن غالب القعيطي. في الختام منذ العام 1989 تم اكتشاف النفط والغاز في مناطق الحموم والمناطق القريبة منها فهل سيتم تعويض هذه القبائل وإعطائهم الأولوية في تقديم الخدمات الاجتماعية وتوظيف أبنائهم في الشركات العاملة كأبسط خدمة وتعويض تقدم لهم بعد حرمان طالهم عقود طويلة من الزمن, أم إن هذا الحرمان والتهميش سيستمر ضدهم أسوة بما نالوه في العهد البائد؟ وهذه ملحوظة نتوجه بها إلى محافظ محافظة حضرموت الشاب خالد سعيد الديني الذي بالتأكيد على معرفة بتلك الأحداث التاريخية. المراجع:
التعديل الأخير تم بواسطة شيخان اليافعي ; 2013-05-30 الساعة 10:27 AM |
الكلمات الدلالية (Tags) |
اللواء, الشهيد, يسلم, سميدع, صالح |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فيديو:الشهيد شرف محفوظ يعاهد الشهيد فهمي الفروي انه على درب الشهادة.. | شوامخ يافع | المنتدى السياسي | 2 | 2012-07-23 03:12 AM |
أسرة الشهيد درويش تقول أن جثة الشهيد مربوطة بقضية في أروقة المحاكم | أحمد الربيزي | المنتدى السياسي | 0 | 2011-05-26 07:30 PM |
اسرة الشهيد ايمن تدعو ابناء الجنوب لحضور تشيع الشهيد | ردفان الدبيس | المنتدى السياسي | 11 | 2011-04-19 10:34 PM |
أسرة الشهيد محمد صالح مرشد ومجلس قيادة الثورة بالضالع يدعون لتشييع الشهيد" يوم 15 أ | الهااشمي | المنتدى السياسي | 7 | 2009-08-14 10:39 PM |
والد الشهيد الصبيحي : دم ولدي الشهيد عمر هو دم كل صبيحي شريف وكل جنوبي غيور | مدفع الجنوب | المنتدى السياسي | 3 | 2009-02-06 01:17 AM |
|