ابو وضاح الحميري -الحصون التي تتمرس خلفها سلطة صنعاء

[الكاش]

الحصون التي تتمرس خلفها سلطة صنعاء

ابو وضاح الحميري -

لا تترك سلطة صنعاء صغيرة ولا كبيرة ولا شاردة ولا واردة إلى واستغلتها ووظفتها في أطار مخططها الرامي إلى تقسيم وتمزيق الجنوبيين والنيل من حراكهم السلمي وقضيتهم العادلة أكان من خلال نبش خلافات وصراعات الماضي وتذكير الناس فيها منذ أيام الاستعمار إلى الوحدة من قضايا ثار وفتن وصراعات قبلية وسياسية وغيرها وكذلك الدفع بخلافات وصراعات جديدة بين الجنوبيين أكانت قبلية أو حزبية أو تلك الحملة لتحريض الشارع الشمالي ضد أخوانهم الجنوبيين بهدف تحويل الصراع مع السلطة إلى صراع بين المواطن الشمالي والمواطن الجنوبي ..

لقد سخرت السلطة كل إمكانياتها كدولة من أجهزة استخبارات وإعلام وسفارات ومال وغيرها للعمل باتجاه تغذية الخلافات القديمة والجديدة وخلق وافتعال خلافات جديدة بين الجنوبيين أكان كمناطق أو كأحزاب ومكونات الحراك السلمي الجنوبي وذلك من اجل تشويه الحراك السلمي الجنوبي والقضاء عليه من داخلة (إضافة العمل المباشر العسكري )وكذلك النيل من هذا الاصطفاف الجنوبي الواسع الذي تقوى وتوسعت قاعدته تحالفاته بعد عملية التصالح والتسامح .

إن العمل على نبش خلافات الماضي وتغذية وافتعال خلافات جديدة بين الجنوبيين ومكوناتهم تشكل أهم واخطر المجالات التي تعمل وتنشط فيها سلطة صنعاء بعد إن أثبتت أساليبها العسكرية القمعية فشلها في النيل من الحراك السلمي الجنوبي ولذلك فان السلطة تسخر كل إمكانياتها كدولة من استخبارات ومال وإعلام وإشاعات وسفارات وعملاء وغيرها للنيل من وحدة وتماسك الجنوبيين التي تمثلت في أطار الحراك السلمي الجنوبي كاصطفاف شعبي واسع شمل مختلف شرائح وفئات وأحزاب ومكونات الجنوبيين هذا التحالف الذي لم يشهد مثله الجنوبيين في تاريخهم.

إن سلطة صنعاء تعي جيدا إن الحراك السلمي الجنوبي قد أصبح يشكل رأي عام جنوبي وأصبحت جذوره وتواجده في كل بيت وفي كل قرية من قرى الجنوب وتقوى وتصلب عوده بدماء الشهداء وصمود وتضحيات الجنوبيين في كل مكان هذا العملاق الذي ولد من رحم معانات الشعب الجنوبي والتي تزيده أساليب القمع والقتل والتنكيل قوة وصلابة لذلك فإن السلطة تعلم إن لا سبيل للنيل من الحراك الجنوبي إلا من خلال اختراقه وتفخيخه من الداخل وبالتالي القضاء عليه وهذه هي الحقيقة فعلا ، فلا يوجد خوف ولا خطر على الحراك الجنوبي ألا من داخلة من أهله من صراعاته التي يعمل هذا النضام بكل إمكانياته لتغذيتها والدفع فيها .

إن ابرز المجالات التي يعمل نظام صنعاء للنيل من وحدة الجنوبيين وحراكهم السلمي وفي القضاء على قضيتهم العادلة يتمثل في الاتجاهات التالية .

1- تذكير الجنوبيين بصراعات ما قبل الاستقلال واستغلالها في النيل من الجنوبيين وتمزيقهم مثل الفتن القبلية وصراعات الجبهة القومية وجبهة التحرير والرابطة وحزب الشعب وغيرهم كإحدى المجالات التي يستغلها لبث سموم التفرقة والفتنة .

2- تذكير الناس بإجراءات الحزب بعد الاستقلال التي استهدفت السلاطين والمشايخ والتجار وبعض رجال الدين وملاك الأراضي وبالذات قانون تأميم المساكن والشركات وانتفاضة الفلاحين وقانون الإصلاح الزراعي ومصادرة الأرض وما رافق تلك الفترة من اخطأ وتصفيات لبعض هذه الرموز ويوظف نظام صنعاء مثل هذه الممارسات بشكل قوي لتذكير الناس وتخويفهم في نفس الوقت من عودت مثل هذه الممارسات أذا انفصل الجنوب عن الشمال ، وعلى الرغم إن النظام قد فشل استخدام ورقة السلاطين والمشايخ وبعض التجار والذي أعلن بعضهم الانضمام للحراك الجنوبي والوقوف مع أهلهم إلا انه مع الأسف نجد البعض من الجنوبيين من ينجر ويوقع في فخ هذه السياسة وتجدهم يرددون ويسوقون لهذا المخطط أكان من العناصر المدفوعة الثمن أو من العناصر الغير واعية التي تقدم خدمات مجانية لنظام صنعاء .

3- تذكير الناس بالصراعات التي دارت بين أقطاب الحزب الاشتراكي نفسه أكان التي استهدفت أصحاب الرئيس قحطان الشعبي أو الرئيس سالم ربيع أو إحداث 13 يناير والتي تركت تلك الصراعات جروح عميقة في الجسم الجنوبي لا زالت أثارها باقية وهو الأمر الذي استغله نظام صنعاء ووظفه في استمالت الكثير من هذا القوى للوقوف والمحاربة معه في صيف 94م .ألا أن عملية التصالح والتسامح قد فتحت نافذة جديدة لعودة التحالف بين هذه القوى المتصارعة أضافه إلى ممارسات وقمع سلطة صنعاء التي استفزت كل الجنوبيين ودفعت بفر قاء وأعداء الأمس إلى التوحد لمواجهة نظام صنعاء وعلى هذا الأساس فان الدق على أوتار هذه الصراعات لازال احد المجالات الهامة والنشطة التي يعمل عليها نظام صنعاء لزرع الفتن ولتمزيق الجنوبيين .

4- يعمل نظام صنعاء على خلق خلافات وصراعات جديدة بين الجنوبيين أكان في إطار مكونات الحراك السلمي وتغذية أي خلافات أو تباينات بإشكال وأساليب مختلفة ولذلك فهو يدفع لتصعيد الخلافات داخل هذه المكونات لما بات يعرف بأصحاب مشروع الجنوب العربي وأصحاب اليمن الديمقراطي من جهة ومن جهة بين أصحاب فك الارتباط وبين أصحاب الفدرالية وغيرها التي يستغلها النظام لتعميق الخلافات وفي نفس الوقت يحاول النظام أن يعطي لهذه الخلافات الجديدة الطابع الحزبي ولمناطقي القديم للصراعات السابقة وإظهارها بغلاف جديد بين تاج والحزب الاشتراكي وبين منطقة وأخرى و كما اشرنا سابقا يعمل بعض الجنوبيين مع الأسف لتصعيده والتسويق له أكثر مما تعمل السلطة بل ووصل الأمر بالبعض إلى اتهام كل طرف بالخيانة والعمالة والى خلط رهيب للأوراق وعدم التمييز بين هذه الخلافات والتباينات وبين العدو الرئيسي المشترك بل أن البعض اعتبر صراعه مع هذا الأطراف أهم من صراعه مع نظام صنعاء بل ووصل بالبعض أن يوصف الطرف الأخر انه اخطر من نظام صنعاء وهذا أنما يدل على الغباء السياسي من ناحية ومن ناحية أخرى فأنة يبين لنا إلى أي مدى وصل اختراق نظام صنعاء لهذه الأطراف التي تحارب بعضها البعض وتقدم خدمات لنظام صنعاء أما مجانية بغباء آو مدفوعة الثمن من خلال العناصر المخترقة لقيادات الحراك .

5- الدفع يخلق صراعات بين الجنوبيين المحسوبين على بعض المكونات والجنوبيين الذين في الأحزاب الأخرى أكان المشترك أو أعضاء المؤتمر وغيرهم وكذلك العاملين مع السلطة والدفع ببعض العناصر الجنوبية العاملين مع السلطة في الجيش والأمن أو ما تطلق عليهم السلطة لجان الدفاع عن الوحدة بحيث تكون المواجهة بين الجنوبيين ولقصد خلق فتنة بين الجنوبيين .

6- الدفع والترويج لتلك الشعارات التي تستفز أبناء المناطق الشمالية وأحزابهم وقواهم السياسية ورموزهم القبلية والشخصيات الاجتماعية أكان تلك الشعارات التي تستفز أبناء الشمال عامة أو بعض الأحزاب والرموز أو من خلال افتعال بعض الأعمال التي تمس أبناء المناطق الشمالية ومحلاتهم وممتلكاتهم من قتل وتقطع وغيرها وكذلك بعض السلوكيات الخاطئة لبعض الجنوبيين أكانت بدون وعي أو مدفوعة من السلطة والتي تهدف السلطة من ورائها تحريض وتأليب الشارع الشمالي ضد الجنوبيين وحراكهم السلمي وتشويهه بأنه لم يعد حراكا سلميا الخ ..

الخلاصة :
أن أي عمل أو نشاط مهما كان صغيراً أو كبيراً بوعي أو بدون وعي يستهدف تقسيم الجنوبيين والعودة بنا إلى زمان الصراعات والتمترسات والتشكيك بالناس وتخوينهم وإلغاء طرف لأخر والادعاء بالوطنية والوصاية على الشعب الجنوبي هو أمر مرفوض دفع الجنوبيين بسببه ثمننا باهظاً من دمه وحياته واستقراره وتطوره والتي لولاها لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم ، أن أي عمل يستهدف تمزيق وتقسيم الجنوبيين لا يخدم إلا نظام صنعاء ولا يخدم إلى إضعاف الجنوبيين والتأمر على قضيتهم وبالتالي فهو عمل مشبوه يقع ضمن إشكال وأساليب سلطة صنعاء التي تسخر كل إمكانياتها للنيل من الحراك الجنوبي .

أن الوضع الذي يمر فيه الجنوب من قتل وتنكيل ومطاردات وملاحقات وقصف ومحاصرة وتجويع وتركيع المناطق الجنوبية هذا العمل الذي يقوم فيه نظام صنعاء لا يستهدف فرد بعينه ولا قبيلة لذاتها ولا حزب لوحدة انه عمل منظم ومخطط مدروس يستهدف الكيان الجنوبي كله أرضاً وشعباً صغيراً وكبيرً اشتراكي وتاجي وسلطان وشيخ وغني وفقير وهو الأمر الذي ينبغي إن نستوعبه ونفهمه جيدا وان نترفع عن الذاتيان ونكبر بحجم الجنوب وقضيته العادلة التي تتطلب وحدة الناس جمعيا .

إن نظام صنعاء عندما يقصف ويحاصر المناطق والقرى الجنوبية لا يميز إن في هذه القرى من الجنوبيين من هم مع الوحدة ومع المؤتمر والإصلاح وغيره ولا يفرق عندما يواجه المظاهرات السلمية بالرصاص فهو لا يقتال عناصر معينة من حزب معية ولا يعاملوهم في المعتقلات والتعذيب على أساس حزبي أو يقسمهم كما يحاول البعض إن يقسمنا ، كما إن الجنوبيين الذين يلتحمون في ميادين الشرف ويحمي كل منهم أخيه بصدره العاري لا يعرفون مثل هذه التقسيمات ولا يرفع كل منهم علم حزبه أو يتمترسون في الميدان تحت أحزابهم أنهم يشكلون جسد جنوبي واحد لا يعرف التحزب ولا هذه التقسيمات السخيفة ويرفعون علم وراية واحدة علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولذلك فانه على كل هذه الأبواق التي تنعق وأزعجتنا بنعيقها إن تحترم هذه الدماء والتضحيات التي سالت ولازالت تسيل ليس من أجل حزب أو فلان من الناس أنها تسيل من اجل الجنوب كل الجنوب فهل يصحى هؤلاء المزمرون من المرضى والمغرورون أومن عملاء وان يكفوا عن تقسيم وتوزيع شهادات الوطنية وتوزيع محاضر الاتهام والعمالة للناس .

إن على الجنوبيين إن يضعوا ألف سؤال وألف استفهام حول كل من يحاولوا إن ينبش في خلافات الماضي أو في زرع وخلق خلافات جديدة وفي التشكيك وتخوين الناس لان مثل هذا العمل لا يوجد له إلا مصدر واحد يموله ويغذيه ويستفيد منه إلا وهو نظام صنعاء .

إن الجنوب اليوم ليس محتاج لمن ينظر له وليس محتاج لمن يذكره صراعات الماضي وليس محتاج لمن يزايد على تضحيات الشهداء ومعانات شعبنا وليس محتاج لمن يزيد جراحة وان يحاول إن يضيف له جراح ومعاناة فوق ما يعانيه من قمع وبطش واضطهاد سلطة صنعاء ، إن الجنوبيين محتاجين لمن يداوي جراحهم ولمن يقوي عزائمهم وليس لمن يحبطونها .

إنهم محتاجين لمن يعمل على تعزيز وحدتهم وتماسكهم بوجه نظام دكتاتوري قمعي لا يرحم أي جنوبي ولا يفرق بينهم ..
إن الجنوب هو ملك كل أبناء الجنوب فلا يستطيع احد إن يدعي الوصاية عليه أو انه الممثل الوحيد له كما انه لا يستطيع احد إن يلغي أي جنوبي أو يشطب عليه فكل جنوبي له الحق في العيش فيه وفي التعبير عن راية وانتماءه السياسي دون إن يلغي عليه احد هذا الحق أوان يلغي هو على الآخرين هذا الحق ..
هذه الحصون التي تتمترس خلفها السلطة وللاسف نحن من يساعد على تشييدها لابد أن تهدم إلا أخر حجر حتى تتعرى هذه السلطة أمام الراي العام والانسأنية العالمية ولابد أن يعرفها عن حقيقتها الشارع الشمالي المظلل من وسائل .

[الكاش]

هذه الحصون التي تتمترس خلفها السلطة وللاسف نحن من يساعد على تشييدها لابد أن تهدم إلا أخر حجر حتى تتعرى هذه السلطة أمام الراي العام والانسأنية العالمية ولابد أن يعرفها عن حقيقتها الشارع الشمالي المظلل

تحيه صادقه للكاتب على هذا الالمام الرائع

يجب ان نعي وندرك ونتلافى ما يدور حولنى